حكمة الخالق عز وجل في استمرار الحياة أن أقامها على علاقة ثنائية بين الذكر والأنثى، في الطير والحيوان والنبات كما عند الانسان، وربما في اختلاط عناصر المادة وتفاعلها ولكننا لا ندري، وبالتالي فأساس الوجود الإنساني رجل وامرأة، إن كان أحدهما شريراً فهو الشر الذي لابد منه.
بشكل عام قد أرى أن الذكر في كل ما خلق الله أجمل كثيراً من الأنثى، وللتحقق من ذلك يكفي أن نتأمل طيورنا الداجنة، ديك الرومي وأنثاه، أو الديك والدجاجة، أو الحيوانات الكاسرة كالأسد وأنثاه، وهو ما قد ينسحب على البشر أيضا، إذ تتوسل المرأة دائماً بمواد وأدوات خارجية لتعدل من مظهرها كالبودرة وأحمر الشفاه وغير ذلك، فإن أردنا مقارنة عادلة علينا أن نأتي بأجمل نساء العالم ونجردها من أي زينة، ونقص شعرها بالموسى، سيبدو أي رجل عادي، بجديته ورجولته، أشد جمالا منها، خاصة إذا كان ضمن معايير الحكم بالجمال صلابة الجسم عند الرجل مقابل الترهلات في جسم المرأة، ولعلنا نلحظ أن بعض الشباب ممن يطيلون شعر الرأس يكاد يشبه الأنثى، وأحياناً يفوقها جمالاً..!
مع كل ذلك فأنا شديد الانحياز إلى المرأة، كمخلوق ضعيف يحتاج إلى من يدافع عن قضاياها بحكم وضعها كمزاحم في التعبير عن وجودها في مجتمع ذكوري متسلط، لولا أن هذا الانحياز يصطدم كل يوم بواقعة مروعة عن المرأة، ففي سنوات ماضية كنا نتابع حوادث يومية في أحد البلدان العربية أسماها العامة "مسلسل تقطيع الرجال" فيومياً تقريباً كنا نقرأ خبر زوجة قتلت زوجها وقطعته (بالكيلو) وعبأت لحمه في أكياس البلاستيك، وألقت كل كيس لمجموعة كلاب ضالة، وبعضهن كن يستمتعن بطهو جزء من لحمه.! كيف لم ترتعش يدها بالسكين أمام النية قبل أن تشرع في الجرم، فيردعها خوفها؟ وكيف احتفظت بالرأس في ثلاجة عدة أيام، وتحملت نظرة العينين كلما فتحت الثلاجة؟ كيف نامت ليلة فوق دم القتيل؟ وللحق لقد شعرت بالراحة - في وسط الفاجعة - عندما قرأت خبراً عن رجل ذبح زوجته وأطفاله الثلاثة، قلت ليس القتل حكراً على المرأة فها هو ذا رجل مختل مثلها، ولكنني عندما تابعت الحادث، وقرأت اعترافات الزوج الذي أفاد بأن "الجان" هم الذين طلبوا اليه هذا عدت إلى إحباطاتي إزاء المرأة، فمن طلب إليه ارتكاب الجريمة كانت "جنية"، أنثى تتلبسه وليس "جنياً" ذكراً!
هل صحيح ما قاله ديستويفسكي "فتش عن المرأة" التي شاعت في أساليب رجال المباحث، بعد أن أكد عليها القضاء الفرنسي "Cherche la famme"، بمعنى أن وراء كل جريمة، حتى وإن ارتكبها الرجل، هناك دائماً امرأة ؟
في التاريخ، كما في الأسطورة، كانت أشد أنواع الشراسة منسوبة إلى امرأة، وأبسطها إلى رجل، والأمثلة لا تعد، موتشيه ثيانالتي كانت خادمة فى القصر الإمبراطوري في الصين، قتلت أختها وأخاها وأمها والإمبراطور. وأصبحت هي إمبراطورة الصين، وكليوا باترا، ملكة مصر البطلمية، تزوجت أخاها الأصغر كي لا يرث الحكم، ثم دوخت رجلين من أشهر زعماء العالم آنذاك قدما لغزو بلادها، يوليوس قيصر وماركوس أنطونيوس بالزواج منهما، ثم في النهاية أكدت انتصارها بقتل النفس (الانتحار)، وشجرة الدر معروفة ببشاعة جرمها، وكلوتيمنسترا وقتلها زوجها القائد المنتصر أجاممنون في الحمام، والكترا وتكريسها كل حياتها لقتل أمها إلى أن تحقق ما أرادت.
وفي كل حالات حبها وكراهيتها تميزت المرأة بعنف ليس للرجل، وتفننت في العقاب بما لا يرد على ذهن شيطان، فإحدى قياصرة روسيا كرهت أميراً في البلاد فحولته دجاجة، بأن وضعته في قفص فوق كمية من البيض وأمرته أن "يقاقي" محاكياً صوت الدجاجة وإلا قتلته، والغريب أن بعض البيض أفرخ! وميديا، تلك المرأة التي تغنى بسيرة حبها لرجل شعراء الملاحم مثل أبوللونيس، وكتاب المسرح مثل يوريبيديس اليوناني وسينكا الروماني وجان أنوي الفرنسي وغيرهما، قام حبها على عنف ودموية لم يعرف مثيلاً لهما بشر، قتلت أخاها وقطعته ونثرت قطعه في البحر لتشغل بجمعها أباها، فيكف عن مطاردتها وحبيبها فينجح فرارهما، ودفعت بنات عم الحبيب إلى وضع أباهن في قدر وسلقه حياً بخديعة، وقتلت صهره وبنته (عروس حبيبها الجديدة) بتذويب لحمهما فوق العظم، وكان آخر انتقام لها من هذا الحبيب أن تفجعه في ولديه، ذبحتهما بيدها وعلقتهما في عربة هربا بها أمام ناظريه مع أن الولدين هما ولديها في الوقت نفسه لكن أمومتها تلاشت في غمار رغبة الانتقام..
لو تمنيت شيئاً يتلبس صورة نموذج من نماذج هؤلاء النساء، لقلت على الفور "السياسة العربية"، ليتها كانت بقسوة المرأة إزاء عدو يذبح أطفال فلسطين، وآخر يخدعها ويسلب علنا قوت الناس ويزهق أرواحهم في العراق.
كنت صادقا وأنا أحذر الشباب من قراءة هذا الموضوع، حتى لا يبعد المرأة من أحلام مستقبله، فإن كان قد تورط وقرأ أؤكد له أنها حالات فردية، وأنصحه بقراءة مليون قصيدة بكل اللغات تفننت في التغزل بالمرأة