توافد العشرات من المواطنين إلى قاع شرعة ومنطقة اللسي وسنبان بمديرية ميفعة عنس بمحافظة ذمار خلال اليومين الماضيين عند سماعهم لتواجد أسراب من الجراد الصحراوي آتية من محافظة البيضاء وذلك لاصطياده وتجميعه في أكياس وقوارير بلاستيكية.
وقال بعض هواة الاصطياد إن أفضل وقت لجمع الجراد هو بعد الفجر حيث يسهل صيده ورؤيته، ويقومون ببيعه في الأسواق الشعبية بعد تجهيزه للأكل بتحميصه بالفرن وتركه معرضا لأشعة الشمس حتى يجف ويصل سعر الكيلو إلى حوالي 800ربال .
ويعد من الوجبات المفضلة لدى البعض خصوصا وان بعض الدراسات العلمية الغير موثقه تؤكد أن الجراد غني بالبروتين و يمثل 62% من جسمها زيادة على 17% دهون وعناصر غير عضوية تمثل الباقي مثل: الماغنسيوم، الكالسيوم، والبوتاسيوم، المنجنيز، الصوديوم، الحديد، الفوسفور، وغيرها.
إلا أن بعض الاجتهادات الفقهية لا تجوز أكله وقد اشتهر بهذا الرأي الإمام مالك أحد فقهاء المذاهب الإسلامية
وقد روى أبو داود أن رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- سُئل عن الجراد فقال: "أكثر جنود الله، لا آكله ولا أحرمه".
وقد لا يشكل الجراد خطرا حقيقيا على المحاصيل الزراعية في محافظة ذمار في الوقت الراهن بسبب تواجده بأعداد قليله فضلا عن عملية اصطياده إلا أن الخطر يكمن في عملية تكاثره خصوصا وأنه ينتمي إلى فصيلة الجراد الصحراوي Shistocerca Gregaria الذي يتسم بكثرة تناسله حيث تضع الأنثى من 95 إلى 158 بيضة ولثلاث مرات على الأقل في حياتها,وتؤكد الحقائق العلمية أن الحشرة الواحدة من الجراد تستطيع أن تلتهم طعاماً بمقدار حجمها كل يوم، أو ما يعادل 2 جم لكل يوم
علاوة على ذلك فقد حذر خبراء اقتصاديون من وقوع كارثة غذائية بسبب الانتشار الواسع للجراد في المحافظات الزراعية كصنعاء وذمار بسبب نقص حاد في الإمكانيات الفنية والبشرية لمكافحة الجراد
.
الجدير ذكره إن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حذرت بلادنا في شهر فبراير الماضي من إمكانية مهاجمة الجراد للأراضي اليمنية بعد اكتشاف أسراب من الجراد في المنطقة الجنوبية من السواحل السودانية المطلة على البحر الأحمر إضافة إلى وجود بؤر واسعة لتكاثر الجراد في بعض المناطق الصومالية والمناطق المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر