الحمد لله مزيل الكربات .. وفارج الملمات .. ومنفس الشدائد و المصيبات .. وقاضي الحاجات .. والصلاة والسلام على هادي البرية ..وأزكى البشرية ..والذي حذرها من أسباب العقوبات ..وبين لها موجبات السلامة و الرحمات ..أما بعد :
فإن الناظر في مجريات الأحداث .. والمطلع على وقائع الأمور .. والمتابع لما يدور في الساحة اليوم .. يجد أن الأمر جلل .. والخطب جسيم .. وقد يؤدي إلى واقع أليم .. فالعدو قد كشر عن أنيابه .. وأظهر ما كان يخفيه من أحقاده .. وقد يتساءل المرء في ظل الظروف الصعبة .. والمواقف الحرجة .. ماذا يفعل ؟ وماذا يصنع ؟ وهل بمقدوره أن يدفع البلاء.. أما أن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد .. أو يكون دوره هو التفرج على مسرح الأحداث .. دون أن يكون للإنسان أي أثر فاعل .. أو أن يحيل الأمر إلى غيره .. وينسب التقصير إلى من حوله .. ويقول .. الناس فعلوا .. والناس تركوا .. ويخرج هو كالشعرة من العجين .. كل هذه التساؤلات وغيرها يجيبنا عنها .. من يتأمل نصوص القرآن والسنة .. فإنها تذكر الدور المطلوب .. والعمل المرغوب .. الذي يجب فعله على كل مسلم ومسلمة .. ليسلموا من العذاب .. ويندفع عنهم غضب الملك الوهاب .. فأرعني سمعك يا رعاك الله .. واستحضر القلب يرحمك الله ..
لابد أن تعلم يا رعاك الله ..أن كل واحد منا قادر على أن يعمل شيئا .. وأن يقدم لأمته عملا .. ولن أذكر لك .. ما لا تستطيع فعله .. أو تعجز عن عمله .. بل ما سأذكره من خطوات .. وما سأضعه بين يديك من وسائل .. هي بمقدور الجميع .. وكل واحد معني بها .. الصغير والكبير .. الأمير والوزير .. الغني والفقير .. والذكر والأنثى .. ولا تتصور أن المخاطب بها غيرك .. بل إني أعنك أنت بالذات .. فلا تلتفت إلى غيرك .. ولا تشر بأصبعك إلى من سواك .. فأنا أقصد نفسي أولاً .. ثم أقصدك ثانياً .. ثم أقصد غيرك ثالثاً .. وهذه الخطوات .. إلم نبادر إلى فعلها ..